ان الاثار الجسيمة التي خلفتها جائحة كورونا وانعكس ظلها على كافة القطاعات قد بين مدى البعد الذي يواجه أصحاب المواشي الرعوية نظرا لتنقلهم وبعدهم عن المناطق الحضرية. وقد كان هناك تأخر كبير في وصول الخدمات الصحية والوقائية وحتى التطعيم مما أثر سلبا على سكان المناطق البعيدة والمتفرقة. ان غالبية أصحاب المواشي والحيازات هم من المواطنين الذين حافظو على العادات والتقاليد والارث التقليدي في مختلف المجالات المتعلقة بالرعي والغذاء وحتى العلاج التقليدي العربي .
إن توزع الحيازات في الصحراء الشمالية الواسعة وعدم وجود أي خرائط أو حدود واضحة لها زاد في صعوبة الوصول إليها وتحديدها وحصرها وقد ساهمت الأزمة السورية في تعميق هذه الفجوة حيث دخل عدد من أصحاب الحيازات من الحدود السورية الى الأردن وساهم بزيادة الضغط على المراعي خصوصا في ظل التغير المناخي وقلة الامطار التي ساهمت بتقليل مساحات المراعي الصالحة للرعي او كونها من المساحات المستدامة.
يهدف المشروع الى تحديد وترسيم خرائط التوزيع الرعوي وأصحاب الحيازات في البادية الشمالية لغايات العزل والحفظ ونشر المعرفة التقليدية البدوية والمرتبطة بتلك المناطق وما يحيطها. كما وسيتم تحديد المحميات ومناطق التنوع الرعوي ومسارات الرعي الموسمي والتي تعتبر من الموروثات الثقافية القديمة جدا والتي ساهمت وتساهم في حفظ التنوع الحيوي ونقل وتبادل الخبرات للمجتمعات الرعوية والبدوية ومن صمنها الغذاء والدواء التقليدي